الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتكرار الأذان يوم الجمعة ثلاث مرات من البدع المحدثة، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: فتوهم كثير من أهل الأمصار أن الأذان لصلاة الجمعة ثلاث مرات... وهو بدعة، قال ابن العربي في العارضة: وأما المغرب أي بلاد المغرب فيؤذن ثلاثة من المؤذنين لجهل المفتين في الرسالة.
فللجمعة أذانان أحدهما كان على عهده صلى الله عليه وسلم والثاني زاده عثمان، وأما الثالث فلا أصل له، وانظر الفتوى رقم: 15296.
فلا ينبغي الزيادة فيها على أذانين، وأما ما عداها من الصلوات فقد استحب بعض أهل العلم تعدد الأذان له، وانظر الفتوى رقم: 63074.
وأما حكم الصلاة في ذلك المسجد الذي تقام فيه تلك البدعة، فالأولى لمن وجد غيره، ولم يمكنه تغيير تلك البدعة أن يذهب إليه هجرا لأصحاب البدعة، وإن لم يجد غيره صلى فيه ولا إثم عليه في ذلك، وينبغي أن يبين لهم الصواب ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والصلاة من أحسن ما يفعل الناس، فإن أحسنوا فأحسن معهم، وإن أساؤوا فلا تسئ معهم، كما قال عثمان رضي الله عنه.
والله أعلم.