الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغناء المصحوب بالمعازف حكى كثير من العلماء المحققين الإجماع على حرمته، وقد أوضحنا هذا في فتاوى عديدة منها ما هو مبين في الفتوى رقم: 663، ورقم: 987. وبهذا تعلم حرمة الحفلات المشتملة على موسيقى ولا تغتر بقول من يدعي الإباحة بعد ذكر الإجماع على التحريم، ومن هنا فالواجب نصح من يفعل ذلك أو يستمع إليه وإرشاده إلى طريق الحق، وليكن ذلك بلين وحكمة فإن قبل النصيحة فهذا شيء طيب، وإن رفض فقد تحمل مسؤولية الإثم وحده وسقطت المؤاخذة عن المنكر حسب استطاعته، ويحرم موافقة أهل الباطل على باطلهم واستجلاب رضاهم بمعصية الله عز وجل حتى وإن كانوا من الأقارب فأحرى غيرهم، قال ابن حجر في الفتح نقلا عن الطبري: قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي. هـ . فمن أراد صنع الوليمة فليلتزم بأحكام الشريعة وليدع أقاربه، فإن قاطعه بعض الأقارب باؤوا بإثم القطيعة.
والله أعلم.