الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استجابتك للنصراني لما دعاك للعشاء عنده أمر مباح، لما في حديث أنس أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبر شعير وإهالة فأجابه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني.
وأما إمساكه بيدك لتلاوة صلاته فإنا لم نعلم المراد بصلاته، فإن كان المراد بها دعاء يدعو به ولم يكن فيه شرك أو كان فيه ولم تكن مقتنعا بها فإنه لا يخرجك من الملة لأن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، وعليك أن تتحفظ من استضعاف هذا النصراني لك وطمعه في التأثير عليك ودعوتك لدينه الباطل، ولتكن أنت حريصا على هدايته ودخوله في الإسلام، واستخدم في ذلك ما أمكن من الوسائل فحاوره إن استطعت أو اطلب من بعض الدعاة المتمرسين في دعوة النصارى أن يمشي معك إليه، ويدعوه وأعره ما تيسر من الكتب المختصرة والأشرطة المفيدة في هذا المجال، وأطلعه على بعض المواقع التي تهتم بدعوة النصارى ودحض شبههم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 10818، 29347، 10326، 47095.
وأما كون المسلم ينوي الدخول للإسلام مرة أخرى فإنه يتعين البعد عنه لما يخاف على صاحبه من الوسوسة ولتصريح أهل العلم بمنع إعادة النسك لغير داع.
ويشرع أن يجدد إيمانه دائما بالإكثار من كلمة التوحيد وعمل الصالحات وسؤال الله الهداية.
ففي الحديث: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم. رواه الطبراني وقال الهيثمي في المجمع إسناده حسن.
وفي الحديث: جددوا إيمانكم قيل يا رسول الله: وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله. رواه أحمد والحاكم والطبراني وحسنه العجلوني في كشف الخفاء.
وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات، وضعفه الذهبي لوجود صدقة بن موسى في سنده وهو ضعيف.
واعلم أنك لم تذكر لنا رقم السؤال الذي أحلناك عليه حتى نعلم هل له علاقة بسؤالك أم لا.
والله أعلم.