الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاحمد الله على أنك تحفظ القرآن، وعلى أنك لم تتعد حدود الأدب في الكلام مع تلك الفتاة، وعلى أنك خائف جداً من الله ومن عذابه، وتب إلى الله مما ذكرته من الحديث معها على الإنترنت، وما تفعله من الكلام معها هاتفياَ كل يوم مرة أو مرتين وما ذكرت أنه قد يحدث من الغزل الذي سميته بسيطاً، وهو في الحقيقة غير بسيط.
واعلم أن المحادثة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، وما يتخللها من الغزل، إنما هي ذريعة إلى الوقوع فيما لا يرضي الله كما هو معلوم، وبالتالي، فإنها محرمة.
قال الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32}.
ولا فرق بين أن تكون المحادثة المذكورة عبر الهاتف والإنترنت أو مشافهة، فهي وسيلة إلى المحرم في كلتا الحالتين، ووسيلة الحرام حرام.
ومن أراد أن يسلك الطريق القويم لزواج سليم فليخطب من يريد الزواج بها من ولي أمرها أو منها هي إن كانت رشيدة، وقد أباح الشارع له أن ينظر منها إلى ما يدعوه لنكاحها.
وعليه، فإنا ندعوك أيها الأخ الكريم إلى التقدم لأهل هذه الفتاة لخطبتها، والكف عن هذا النوع من المكالمات وما يترتب عليها مما تسميه بالغزل البسيط.
واعلم أن باب التوبة مفتوح لمن أراد ذلك، وشرطها الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والنية أن لا تعود إليه.
والله أعلم.