الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعمد الجماع في نهار رمضان معصية عظيمة وانتهاك لحرمة الشهر الكريم ومخالفة لأمر الله تعالى في قوله: ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {البقرة:187}، وما دمت قد حصل منك الجماع عمدا عالما بتحريم ذلك فقد وجبت عليك الكفارة الكبرى عن كل يوم من الأيام التي حصل فيها الجماع، وكونك مصابا بالحزن والاكتئاب ليس بمبرر شرعي لذلك الفعل ما دام عندك عقلك، بحيث لم تصل إلى مرحلة غياب العقل الذي تسقط التكاليف الشرعية عن صاحبه.
وكان الواجب عليك أن تطيع ربك وتتقيه، وتعمل الصالحات وتداوم على ذكره وشكره، فإن ذلك هو العلاج الحقيقي لما تعاني منه، أما معصية الله تعالى فهي سبب لكل المصائب والبلايا ومنها الاكتئاب والقلق، وقد سبق تفصيل كفارة الجماع عمدا في نهار رمضان وذلك في الفتوى رقم: 1104، والفتوى رقم: 6733.
هذا إضافة إلى وجوب المبادرة إلى الإكثار من الاستغفار والتوبة الصادقة بسبب ما وقعت فيه من معصية شنيعة.
والله أعلم.