الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعجبا كيف يكون أهل الفتاة دعاة لها لترتكب المنكر والمعصية، فأين الغيرة والحمية لحفظ العرض، فالواجب عليك أيتها الأخت الكريمة أن تحافظي على الحجاب ولاتتنازلي عنه وإن لامك أهلك.
وأما بشأن العمل فأمره راجع إليك، ليس من حق أحد أن يفرض عليك العمل، فكيف إذا كان مجال هذا العمل مجالاً مختلطاً، وقد سمعنا وطالعنا القصص التي يندى لها الجبين، ويتفطر لها القلب بسبب الاختلاط، فكم من بنت تربت على العفاف والحشمة، وبسبب اختلاطها بالرجال تخلت عن حشمتها وطمع فيها الأنذال، وهي لا تملك في العمل المختلط أن تبتعد، فهذا يكلمها، وهذا يمازحها بكلمة، وهكذا تضعف الفتاة أمام هذه الفتن حتى يدنس عرضها وتنتهك حرمتها، فالله الله يا والد هذه الفتاة أن تكون سببا في انتكاسة بنتك وضياعها، وأما بشأن الزواج فنوصي والدكم الكريم بأن يكون عونا لك على الزواج بالرجل الصالح الذي يحفظ حقك ويصون عرضك، ونذكر الأب الكريم بأن أكثر النساء بركة أقلهن مؤنة، فلا ترهق أيها الأب كاهل هذا الخاطب بالطلبات، وفقك الله لطاعته وسددك لما فيه النفع لبنتك.
وأما بشأن أخذ الأب مالاً من الزوج فسبق في الفتوى رقم: 32759 فتراجع، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 51931.
والله أعلم.