الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص الفقهاء على أن من آداب الجماع أن يجامع الرجل زوجته بعيداً عن أعين الناس وأسماعهم، قال ابن قدامة في المغني: ولا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما، ولا يقبلها ويباشرها عند الناس، قال أحمد: ما يعجبني إلا أن يكتم هذا كله، وقال الحسن في الذي يجامع المرأة والأخرى تسمع، قال: كانوا يكرهون الوجس، وهو الصوت الخفي. انتهى. وهذا الأدب ينبغي مراعاته بين الزوجين.
أما الأخ السائل فلا يجوز له القصد إلى سماع ذلك، ولو حصل أن وصل ذلك إلى سمعه فليسارع إلى الابتعاد أو فعل ما يحول بينه وبين هذا السماع سدا لذريعة الفتنة.
ومن هنا نقول للأخ السائل: اجتهد في بذل الأسباب التي تحول دون سماعك جماع أخيك لزوجته، كأن تسد المنفذ الذي يأتي منه الصوت، أو تشغل مذياعا أو قرآنا يحول دون سماعك لهذا الصوت، ولا حرج عليك بعد فعل الأسباب إن وصل إلى سمعك شيء من هذا بلا قصد منك
والله أعلم