الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغناء أنواع، ولكل نوع منه حكمه الخاص، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 987، نرجو الرجوع إليه، ولا يعفي الغناء من المنع أنه أقل خطرا من غيره من المحرمات، فالمحرمات أنواع ودرجات، منها الصغائر ومنها الكبائر، والكبائر أنواع، منها أكبر الكبائر ومنها الموبقات.
وأعظمها الشرك بالله تعالى الذي لا يغفر لصاحبه والعياذ بالله تعالى إذا هو مات عليه، فلا معنى لاستحلال الأغاني والموسيقى بحجة أنها أقل ضررا من غيرها من المحرمات.
والحكمة من تحريمه أنه يؤدي إلى الغفلة وقساوة القلب وإماتته وإثارة الغرائز، وربما انشغل به صاحبه عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.
أما كونه يعالج بعض المرضى فقد نص أهل العلم على أنه إذا ثبت ذلك بإخبار طبيبين عدلين فإنه يجوز، ولتفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم حوله نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 37605 وهذا من باب الضرورات التي تبيح المحظورات.
فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة: 173}.
والله أعلم.