الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك الشفاء من جميع الأمراض الظاهرة والباطنة، ونوصيك بالصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، وعدم الجزع والتسخط على قضاء الله تعالى، فإن ذلك هو حال المؤمن يحمد في السراء ويصبر في الضراء، فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا اللمؤمن، إن صابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. وعليك بالدعاء فإنه سلاح المؤمن القوي، وتحري أوقات الإجابة.
وأما بالنسبة للصلاة -التي سألت عنها- فقد اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم من فقد الطهورين: الماء والتراب، في حق الصلاة، والأحوط من أقوالهم أن الشخص يصلي على الحالة التي هو عليها، ويعيد تلك الصلاة إذا وجد الماء أو وجد التراب قبل الماء في مكان يغلب عليه عدم وجود الماء، سواء كان ذلك في الوقت أو بعده لأن صلاته الأولى كانت لحرمة الوقت، ومن صلاها في وقتها ولم يعد فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى. وانظري الفتوى رقم: 1309.
وأما الصوم فإن كان المرض الذي أصابك يرجى برؤه فلا يصح الإطعام، وأما إذا قرر الأطباء الثقات عدم رجاء البرؤ فإن عليك إطعام مسكين بدل كل يوم، فإن عجزت عن ذلك فإنه يبقى في ذمتك حتى تقدري، فإن لم تقدري حتى الوفاة فلا شيء عليك، ويستحب لأقاربك الاطعام عنك أو الصوم.
وأما طلب مساعدة ممن يستطيع إعانتك لأجل العلاج فجائز لأنه سؤال للحاجة، وإنما الممنوع هو السؤال للتكثر وزيادة المال.
والله أعلم .