الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يصلح حالكم ويفرج همكم، وهذه نصيحة صادقة من القلب نوجهها لهذه المرأة فنقول:
اعلمي أختي في الله أن الخير كل الخير في طاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه، ففي ذلك سعادة العبد في الدنيا والآخرة ، فهو سبحانه الذي بيده الخير كله: مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فلا ينال ما عند الله بمثل طاعته، وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على الزوجين حقوقاً متبادلة على كل منهما للآخر، وإن مما أوجب الله تعالى على الزوجة طاعة زوجها في المعروف وعدم الخروج من بيته إلا بإذنه.
فنهيب بهذه الأخت أن تمتثل أمر الله تعالى وترجع إلى بيت زوجها، وتتنازل عن فكرة العمل خارج البيت ما دام زوجها لا يرضى به، أو تصل معه إلى حل مرضي للطرفين بالبحث عن عمل آخر يناسبها ولا يتعارض مع واجباتها المنزلية ولا يؤدي إلى التقصير في حقوق الزوج، ولتعلم أن تحججها بضمان المستقبل ليس مبرراً للتقصير في الواجب الشرعي، ولتعلم أن في ذلك خيراً لها في دنياها وأخراها، أما في أخراها فلما فيه من امتثال أمر الله بطاعة زوجها، وأما في دنياها فلما فيه من راحة لها من عناء وتعب العمل، وقد كفل لها الإسلام حق النفقة على زوجها حال حياته، وفي حال وفاته فلها نصيب من الميراث، ومن راتبه الذي سيستمر بعد وفاته.
ومن هنا، فإننا نهيب مرة أخرى بأختنا أن ترجع إلى بيت زوجها وبعلها، وتكون له سنداً وعوناً على ما تبقى من عمره، ولتجعل منه طريقاً لها إلى الجنة، ففي الحديث أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألها: أذات زوح أنت؟ قالت: نعم. قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك. رواه أحمد.
وإن كان من كلمة نوجهها إلى الآخ السائل، فنوصيك بالصبر على زوجتك واحتساب الأجر عند الله فلعل في هذا كفارة لذنوبك، ورفعا لدرجتك، واعلم أنه لا يجب على الزوجة تربية أبناء زوجها من غيرها ولا خدمة أمه.
والله أعلم.