الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنوم في المسجد قد سبق كلام أهل العلم حوله مفصلا في الفتوى رقم:27718. كما أن الكلام في الأمور الدنيوية والضحك في المسجد كل منهما مباح إذا لم يشتمل على محرم، كما بينا في الفتوى رقم: 9967، إلا أن الكلام باللغو بعد صلاة العشاء مكروه، قال الإمام النووي في المجموع: يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها للحديث الصحيح السابق، والمراد بالحديث الذي يكره بعدها ما كان مباحا في غير هذا الوقت ، أما المكروه في غيره فهنا أشد كراهة، وسبب الكراهة أنه يتأخر نوعا فيخاف تفويته لصلاة الليل إن كانت له صلاة ليل أو تفويته للصبح عن وقتها أو عن أوله، وهذه الكراهة إذا لم تدع حاجة إلى الكلام ولم يكن فيه مصلحة ،أما الحديث للحاجة فلا كراهة فيه وكذا الحديث بالخير كقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومذاكرة الفقه وحكايات الصالحين والحديث مع الضيف ونحوها فلا كراهة في شيء من ذلك، وقد جاءت بهذا كله أحاديث صحيحة مشهورة. انتهى. ومن كانت له زوجة من هؤلاء الشباب فبعض أهل العلم يقول بوجوب المبيت معها خصوصا إذا تضررت بانفرادها. قال الحطاب في مواهب الجليل: وكذا قال ابن عرفة ابن شاس من له زوجة واحدة لا يجب مبيته عندها قلت الأظهر وجوبه أو تبييته معها امرأة ترضى لأن تركها ضرر بها وربما تعين عليه زمن خوف المحارب والسارق. انتهى. وعليه فإذا كان الشباب المذكورون إنما يشتغلون بأحاديث اللغو ويسهرون في المسجد فهذا مكروه عند أهل العلم لما يترتب عليه من تفويت قيام الليل أو تأخير صلاة الصبح عن وقتها ويكون الأمر أشد إذا كان غياب أحدهم يترتب عليه تضييع مصالح أهله، وبالإمكان في حقهم استعمال بعض الأسباب المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر وبعض هذه الأسباب مبين في الفتوى رقم: 42111.
والله أعلم.