لا مانع من الدعاء بعد الصلاة بعد الأذكار المشروعة

8-9-1999 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم دعاء الإمام جهرًا مستقبلاً المصلين بعد الصلاة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالدعاء بعد الصلاة ثابت مشروع في الجملة. وعلى هذا جمهور العلماء، ولا يقال فيه إنه بدعة كما زعمه البعض.

وقد ترجم الإمام البخاري -رحمه الله- في كتابه الصحيح: باب: الدعاء بعد الصلاة. وأورد الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث أن ما نقل عن بعض أهل العلم من نفي الدعاء بعد الصلاة مطلقاً أمر مردود، ثم أورد الأحاديث التي فيها أن النبي أوصى بعض أصحابه بالدعاء بعد الصلاة، مثل: حديث معاذ: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وكالحديث الذي أخرجه مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا انصرف من الصلاة: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.

والمانعون من الدعاء قيدوا ذلك بما إذا كان بعد السلام مباشرة من غير أن يأتي بالأذكار المشروعة أما إذا أتى بالأذكار المشروعة وانتقل بوجهه، فلا يمنعون الدعاء حينئذ.

والحاصل؛ أن من دعا لا ينكر عليه، ومن لم يدع لا ينكر عليه، والمسألة فيها سعة، وهي واقعة تحت أصل عام وهو: الدعاء. والله أعلم.

والمسألة مذكورة في فتح الباري 11/137/138، لكن جعل هذا الدعاء على صفة مخصوصة، كأن يجهر به الإمام ويؤمن خلفه المصلون والتزام ذلك والمداومة عليه من الأمور المحدثة ولا ريب.

والله أعلم.

www.islamweb.net