الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث عائشة رضي الله تعالى عنها المذكور لا يلزم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام السحر كله، أو أنه لم يكن يستغفر بالأسحار، ولكن المقصود منه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ غفوة أو نومة للاسترخاء والراحة بعدما يتعب من طول القيام ليسترد نشاطه وقوته، وللحكم التي ذكرها ابن حجر وأشرنا إلى بعضها في الجواب السابق.
وعلى ذلك، فلا تعارض بين الآيتين وفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فغاية ما في الأمر أنه كان يأتيه السحر وهو نائم، فقد يكون نام قبل السحر بقليل واستيقظ في أثناء السحر فاستغفر مع المستغفرين بالأسحار، فهو صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس امتثالاً للأوامر، وأحرصهم على فعل الخير.
والله أعلم.