الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله نصر دينه وأظهره برجال، منهم في هذا العصر العلامة ناصر الدين الألباني الذي خدم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وميز صحيحها من سقيمها، ورد على شبهات المبتدعة الذين لا يرون الأخذ ببعض أنواعها، كما أنه تصدى لنشر عقيدة السلف الصالحين، ونشر كتبا كثيرة في ذلك، فرحمه الله رحمة واسعة.
ولكن العصمة للأنبياء، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والشيخ مع علمه وفضله له بعض الأقوال الفقهية المخالفة للصواب، كقوله بتحريم لبس الذهب المحلق للنساء، وقوله بعدم جواز الاعتكاف إلا في الحرمين والمسجد الأقصى، وقوله بوجوب أخذ ما زاد عن القبضة من اللحية!! ونحو ذلك من الأقوال المخالفة لجماهير أهل العلم قديما وحديثا.
ولقد قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة الإمام الغزالي: وما من شرط العالم أنه لا يخطئ. اهـ.
وفي الجملة، فإن الشيخ الألباني من علماء الحديث في هذا العصر، وله باع طويل في هذا الفن، وخطؤه قليل، وهو مغمور في بحر صوابه.
هذا، وينبغي الإمساك عن الكلام في أهل العلم والفضل من الذين سبقونا بالإيمان، خاصة من توفاه الله منهم.
وليحذر من الوقيعة في العلماء، فإن لحومهم مسمومة، وإن الطعن في العلماء طريق إلى الطعن في الدين، لأن الدين إنما حفظ بهؤلاء الرجال الأعلام.
والله أعلم.