الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أفطر في نهار رمضان ظانًا أن الشمس قد غربت، ثم تبين له خلاف ظنه، فإنه يجب عليه القضاء عند جمهور العلماء، ومنهم الأئمة الأربعة، وذلك لما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: أفطرنا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم غيم، ثم طلعت الشمس، قيل لهشام -وهو راوي الحديث- فأمروا بالقضاء؟ قال: لا بد من القضاء.
وروى مالك في الموطأ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ أَمْسَى وَغَابَتِ الشَّمْسُ. فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ عُمَرُ: «الْخَطْبُ يَسِيرٌ وَقَدِ اجْتَهَدْنَا» قَالَ مَالِكٌ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: «الْخَطْبُ يَسِيرٌ» الْقَضَاءَ، فِيمَا نُرَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَخِفَّةَ مَئُونَتِهِ وَيَسَارَتِهِ. يَقُولُ نَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ. انتهى.
وعليه، فإن كنت قد أفطرت قبل غروب الشمس اعتمادا على ما يسمى بالإمساكية التي أعطيت لك خطأ، فيجب عليك قضاء تلك الأيام التي أفطرتها، لتبين أن فطرك فيها كان قبل غروب الشمس.
أما الإمساك قبل طلوع الفجر بساعة أو أكثر، فلا يوجب القضاء وإن كان الأولى تأخير الإمساك إلى آخر جزء من الليل.
والله أعلم.