الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن ما ذكر من جنس الكهانة التي نهى الشرعي عنها وهي ادعاء علم الغيب، والكاهن هو الذي يخبر عن بعض المضمرات مما لا يطلع عليه الإنسان غالباً، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد عنه عن طريق الجن، قالت عائشة: سأل أناس رسول الله عن الكهان، فقال لهم رسول الله: ليسوا بشيء، قالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون أحياناً الشيء يكون حقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الجن يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة. رواه مسلم. قال الإمام النووي في شرح مسلم: الكهانة في العرب ثلاثة أضراب، أحدها يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء، وهذا القسم بطل من حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم، الثاني: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده لكنهم يصدقون ويكذبون، والنهي عن تصديقهم والسماع منهم عام. الثالث: المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيهم أغلب، ومن هذا الفن العرافة، وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها.. وهذه الأضراب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم.اهـ. وقد وردت الأدلة الصحيحة على تحريم الكهانة، وتحريم سؤال الكهان، منها حديث معاوية بن الحكم السلمي عن مسلم قال: قلت يا رسول الله: كنا نأتي الكهان. قال: فلا تأتوا الكهان. ومنها حديث عمران بن حصين عند الطبراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له أوتكهن أو تكهن له. صححه الألباني. ومنها ماروى أحمد والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أبو داود بلفظ فقد برئ مما أنزل على محمد. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. فالواجب عليكن نصح تلك الفتاة بالكف عن ذلك وإرشادها إلى الحق فإن لم تستجب فإخبار إدارة المدرسة لتدارك الأمر حتى لا تفسد دين وعقول الفتيات.