الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الأول رواه الترمذي وقال عنه حسن غريب، وقال عنه الألباني: منكر وقال عنه في السلسلة: باطل.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: وأبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف ويروي عن سفيان الثوري، وقال ابن عدي: له أحاديث وهو من غالية التشيع، وعامة حديثه في أهل البيت، وهو عندي ليس بالقوي، ولا ممن يحتج به، وقال العقيلي: كان من غلاة الشيعة، وقال الأزدي: زائغ ضعيف كذا في تهذيب التهذيب.
وأما الحديث الثاني فإنه في قمة الصحة فقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما ولا يمكن مقابلته بما قبله ولا المقارنة بينهما.
قال صاحب طلعة الأنوار في علوم الحديث :
أعلى الصحيح ما عليه اتفقا فما روى الجعفي فرداً ينتقى
وعلى افتراض صحة الأول -وهو بعيد- فلا تعارض بينهما، ويكون الجمع بينهما بأن حبه صلى الله عليه وسلم لفاطمة وعلي رضي الله عنهما من أهل بيته وحبه لعائشة وأبيها رضي الله عنهما من عموم الناس كما جاء في سؤال عمروبن العاص رضي الله عنه.