الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أول من ضبط علم قوافي الشعر وأحكم قواعده وجعل لكل بحر من بحوره تفعيلة تميزه عن غيره هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وكان الشعراء قبل ذلك يقرضون الشعر بسجيتهم دون الرجوع إلى قواعد مدونة متعارف عليها، كما كان العرب ينطقون لغتهم بالسليقة دون معرفة قواعد النحو والصرف.
والخليل بن أحمد قال عنه الذهبي في السير: هو أبو عبد الرحمن الفراهيدي البصري، أحد الأعلام، كان رأسا في لسان العرب دينا ورعا متواضعاً كبير الشأن يقال إنه دعا الله تعالى أن يرزقه علماً لم يسبق إليه، ففتح له بالعروض، وله كتاب العين.
وكان رحمه الله تعالى مفرط الذكاء، وكان يعرف علم الإيقاع والنغم، ففتح له ذلك علم العروض، وقيل مر بالصفارين فأخذه من وقع مطرقة على طست وقيل من وقع أخفاف الإبل وحوافر الخيل عند السير، ولد رحمه الله سنة مائة ومات سنة بضع وستين، وقيل سنة سبعين.
والله أعلم.