الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقصة المروية عن ثعلبة بن حاطب والمتداولة بين كثير من الناس ليست صحيحة، والصحيح أن ثعلبة رضي الله عنه، قد شهد بدرا، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شأن أهل بدر: وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وراجع في موضوع ثعلبة الفتوى رقم: 15817. وأما المنافقون الذين رفضوا الذهاب للغزو فإنهم لم يتوبوا، وكل ما فعلوه من ذلك إنما هو نفاق. وقد أخبر الله بأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا على الفسق، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يقبل خروجهم معه. قال تعالى: فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ *وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ {التوبة: 83 ـ84}. ولاشك أن إخبار الله بكفرهم وموتهم على ذلك دليل على أنهم لم يتوبوا، وإنما كانوا منافقين في كل ما يتظاهرون به.