الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت القضية بهذه الدرجة من التعقيد ووصلت إلى المحاكم الشرعية فلم يعد يفيد فيها إصدار فتوى، لكن مع ذلك ننصحك بمحاولة حل المشكلة عن طريق توسيط الخيرين من أهلها وخاصة أولئك الذين لهم جاه مقبول عندها حتى تتنازل عن هذا الشرط المجحف، ومما ينبغي أن يقولوا لها إن فعلها هذا معصية لأنه نشوز وخروج عن طاعة الزوج الذي أوجب الله طاعته، وانظر الفتوى رقم: 9904.
كما أن عليهم أن ينبهوها إلى خطورة هذا التصرف لما له من آثار وخيمة على علاقتها الزوجية مما يؤثر على نفسية البنت وتربيتها، ولا مانع من أن تعترف لها بأن الشرع قد أعطاها الحق بأن يكون لها بيت مستقل، كما بينا في الفتوى رقم: 34802. إلا أن ظروفك المادية وحالة أبيك الصحية تحتم عليك البقاء في البيت، وتعهد لها أنه متى توفرت القدرة على ذلك أنك تسكنها في بيت مستقل.
هذا.. وننبه إلى أن تدخل أبناء عم هذه المرأة في علاقتها مع زوجها بعد أن كانت راضية بسكناها معه في بيت أهله هو ذنب عظيم لأنه يدخل في التخبيب المنهي عنه في الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه أحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.