الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا القائل، يقصد أن الدين قد كمل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ وأدى الأمانة، ولم يترك شيئاً يقرب من الله إلا أمر به، ولا شيئاً يباعد عن الله إلا نهى عنه، فلا ريب أن على هذا المعنى كلامه صحيح، فالدين كمل، والنبي بلغ، فأصبح الدين لا يحتاج لشخص النبي، قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا {المائدة:3}.
أما إن كان يقصد بذلك الانتقاص أو أن دين الله الحق لم يكن بحاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلغه للناس ويبينه لهم، وأن الناس بفطرهم قد يهتدون إلى دين الإسلام بدون تبليغ وتبيين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب أولاً، وارتدَّ عن الإسلام ثانياً والعياذ بالله، فيجب عليه في هذا الحال التوبة ونطق الشهادتين والاغتسال ولا يعود إلى هذا أبداً.
وقد نص فقهاء الحنفية على أن من قال إن رسول الله كان أمياً وقصد بذلك انتقاصا يكفر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال إسحاق بن راهويه: أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله أو دفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبياً من أنبياء الله، أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله. انتهى.
والله أعلم.