الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليعلم زوجك أن الأولاد ذكورا كانوا أو إناثا هم نعمة من الله تعالى وتفضل، فعليه أن يقابلها بالشكر لا بالسخط وصب اللعنات، وليعلم كذلك أن بغض البنات خلق جاهلي لا يقبله الشرع ولا الأخلاق. قال تعالى عن أهل الجاهلية: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ {النحل: 58-59}.
وليعلم كذلك أن أساس الزواج ومبناه أولا وقبل كل شيء أن يكون سكنا ومودة ورحمة بين الزوجين. قال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم: 21}.
وعليك أنت أن تسامحي زوجك وتتحملي منه ما تستطيعين تحمله، وإذا كنت تريدين تأخير الإنجاب لمصالح معتبرة كأن تربي أولادك تربية سليمة أو أن تؤدي فريضة الحج ولا تستطيعين أداءها مع الحمل أو نحو هذا مما فيه غرض شرعي فلا بأس بذلك، وأقنعي زوجك بهذه الأمور وأعلميه أن أرجح الأقوال في الحج أنه واجب على الفور، وعليه، فلا يجوز لمن قدر عليه أن يتراخى في فعله، وأن ما لا يتم الواجب إلا به واجب.
ثم ما ذكرته من شتم زوجك لك ليس من حقه. قال خليل: ولها التطليق بالضرر ولو لم تشهد البينة بتكرره. لكن الصبر على ما تستطيعين تحمله منه أولى لتربية الأولاد ولمصالح الأسرة.
والله أعلم.