الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد لك غيرتك على الدين الإسلامي وتحمسك للدفاع عنه.
واعلم أن دخولك هذه المواقع الضالة وأنت لست متحصناً بالعلم بالعقيدة الإسلامية وثوابتها، وكذلك معرفة الشبهات والجواب عليها يؤثر على قلبك وإيمانك فاحذر.
إن ما ذكرته من شبهات يثيرها هؤلاء الضالون وساوس قديمة هزيلة أجاب عنها الجهابذة في كل عصر ومصر، فها هو ابن عباس يذهب إليه رجل يطعن في القرآن، فقال له ابن عباس: أبهتك أولاً أم أحاجّك؟ فعجب الرجل وقال: ابهتني. قال ابن عباس: إن القرآن نزل على العرب، وهم أهل اللغة وأعلم بها وتحداهم الله أن يأتوا بمثله ووبخهم على كفرهم، ومع هذا فلم يستطيعوا أن يطعنوا في حرف فيه. انتهى.
فأنت أخي الحبيب وإن لم تكن ملماً بعلم النحو وأصول البلاغة إذا تأملت حال العرب عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من كفر وظهور على المسلمين، ونظرت إلى تحدي القرآن لهم أن يأتوا بمثله ثم بعشر سور ثم بسورة وهم لم يستطيعوا علمت أنه -القرآن- معجز، فمع وجود الداعي وعدم المانع الظاهر والتمكن عجزوا ويئسوا، وكما قيل: إن من أعظم أدلة ظهور الدين وجود أهل الباطل!
وهل قدَّم هؤلاء أدلة على مزاعمهم الباطلة، فإن الكلام العاري عن البرهان لا يقبل عند العقلاء.
أما الطعن والسب فيستطيعه كل أحد تجرد من الدين والخلق، وننصح بقراءة كتاب: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، وهداية الحيارى لابن القيم، والفصل لابن حزم -الجزء الخاص بالنصارى- ومقدمة تفسير القرطبي، ومعترك الأقران للسيوطي، وإعجاز القرآن للرافعي.
والله أعلم.