الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبارتين تدلان على نفس المعنى، وهو تأمين هذا الشخص من دخول النار، ولكن الدلالة اللغوية للعبارتين في الأصل مختلفة فلن يلج النار معناها لن يدخلها، فالولوج معناه الدخول، ونفي الدخول يفيد سلامة العبد من النار.
وأما حرمه الله على النار، فإن التحريم معناه المنع، ومن منعه الله من النار قدراً وشرعاً، فإنه لن يدخلها قطعاً. فاتفقت دلالة العبارتين على المعنى.
إلا أن هذا النوع من الوعد لابد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، كما قال شيخ الإٍسلام، فلابد من ابتعاد راجي هذا الثواب عن الكبائر الموجبة للدخول في النار، والمواظبة على الأعمال الصالحة المانعة من دخولها، فإن فرط في الطاعات أو قارف المحظورات، فإنه يُخاف عليه إن لم يعف الله عنه، وراجع الفتوى رقم: 33212، والفتوى رقم: 34468، والفتوى رقم: 36574.
والله أعلم.