الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الغيبة والنميمة من أقبح الذنوب والمعاصي التي يرتكبها المسلم في حق أخيه المسلم، وأنهما من كبائر الذنوب أعاذنا الله منهما.
قال الله تعالى: { ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ }(الحجرات: 12)
وقال تعالى في شأن النميمة: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ*مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} (القلم: 11 ـ 12 )
هذا هو الأصل الحرمة وسد الطريق إلى كل ما يؤدي إلى الغيبة والنميمة ...
ولكن الشرع أباحهما لغرض المصحلة ودفع الضرر، وقد ذكر أهل العلم أمثلة على ذلك كجرح المجروحين من الرواة والشهود والمؤلفين..
ومن ذلك إذا رأى شخصا يريد أن يتعامل مع أخيه المسلم بشراكة أو إجارة أو زواج فمن باب مصلحته والنصيحة له أن يبين له أن هذا الشخص لا يصلح لذلك.
وعلى ذلك.. فإن كان ما تفعله السائلة الكريمة إنما يأتي منها بقصد المصلحة والحرص على نفع الطلاب والعمل على إيجاد الحلول المناسبة فنرجو ألا يكون بذلك بأس، كما كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يذكرون عن بعض الرواة والشهود... حفاظا على الدين والمصلحة العامة، ولكن لا يجوز الاسترسال بذكر عيوب المجروح، وإنما تقتصر على ما تدعو الحاجة إليه.