الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الإسلام على الزواج لما يحققه من المصالح العظيمة من إعفاف النفس، بغض البصر وإحصان الفرج، ولما يترتب على ذلك من النسل الذي ينفع الله به الأمة وينفع به والديه، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.
ولاشك أن ما أمرك به والدك من المعروف، وطاعته في المعروف واجبة، ومخالفته في مثل ذلك معصية وإثم، ولعلك تعلم أن كثيراً من الشباب يتمنى أن يكون له مثل هذا الأب، بل كم من هؤلاء الشباب قد تكون لديه القدرة المادية والبدنية على النكاح، ولكنه يجد معارضة من والديه أو أحدهما في الموافقة على ذلك.
فالذي نوصيك به هو المبادرة إلى تلبية طلب أبيك، ولعل الله تعالى يجعل لك بهذه الطاعة التوفيق في دراستك، ولعل هذا الزواج يعينك في إكمال دراستك على أحسن وجه، لما في الزواج من استقرار النفس، والقضاء على سلطان الشهوة، وطيش الشباب، ثم إنك ما يدريك أن تعيش حتى تكمل دراستك، وتحصل على العمل، فتكون بذلك قد ذهبت عنك مصلحة الزواج وفوائده، ومن ذلك الولد، فبادر أخي واغتنم الفرصة، ففي ذلك رضا الله ورضا والدك، ولمزيد من الفوائد راجع الفتوى رقم: 24101.
والله أعلم.