الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان الفرق بين الشرك والكفر، وأن كل مشرك كافر، وكل كافر مشرك، وأن الكافر والمشرك كليهما مخلدان في نار جهنم، فنحيل السائل إليها وهي برقم: 49581، و 11022
وأما أيهما أكبر الشرك أم الكفر؟ فإن صور الشرك كثيرة، وكذلك الكفر، وبعض أنواع الكفر أكبر من الشرك، فمثلاً نفي وجود الخالق عز وجل كفر، وهو أكبر من شرك من عبد مع الله عز وجل غيره.
قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الشرك بالله. رواه البخاري. قال: بعض الكفر أعظم قبحا من الإشراك. اهـ.
وقول السائل: هل يعتبر أهل الكتاب من المشركين أم من الكفار أم من المؤمنين؟ نقول: أهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهم كفار، وهم أيضا مشركون وليسوا مؤمنين، وقد حكم الله عز وجل عليهم في القرآن بالكفر كما في قوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا] (البينة: 6). وكما قال تعالى: [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ] (المائدة: 74). وكفر اليهود والنصارى من المعلوم من الدين بالضرورة، والآيات في هذا كثيرة، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتاوى في بيان كفرهم، وانظر الفتوى رقم: 5750، و 2924، 7299، و 14927.