درجة حديث: أوحى الله إلى داود إن العبد ليأتي بالحسنة... الحديث.

14-10-2024 | إسلام ويب

السؤال:
ما صحة الحديث القدسي: «أوحى الله إلى داود -عليه السلام- إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة، فأحكمه بها في الجنة، قال داود: يا رب ومن هذا العبد؟ قال: مؤمن يسعى لأخيه المؤمن في حاجته، يحب قضاءها، قضيت على يديه، أو لم تقض».

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث رواه الخطيب في تاريخ بغداد عن علي بن أبي طالب، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة، فأحكمه بها في الجنة. قال داود: يا رب، ومن هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة، فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم، أحب قضاءها، فقضيت على يديه، أو لم تقض.

ثم قال الخطيب متحدثا عن ضعف سنده: عباس الكلوذاني غير ثقة، وشيخه الذي حدثنا عنه مجهول، ويغلب على ظني أنه أبو المفضل الشيباني، نسبه عباس إلى أنه كلوذاني لينستر أمره، وأبو الفضل يروي عن أحمد بن سعيد الثقفي. اهـ

وأخرجه علاء الدين المتقي في كنز العمال، وقال بعده: الخطيب وابن عساكر عن علي وهو واهٍ. انتهى.

ولكن يشهد لفضل السعي في حوائج  المسلمين ما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه؛ كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة؛ فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما؛ ستره الله يوم القيامة.

وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما؛ ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه.

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهراً، ومن كف غضبه؛ ستر الله عورته، ومن كظم غيظه -ولو شاء أن يمضيه أمضاه-؛ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة -حتى يثبتها له-؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج  والطبراني وغيرهما، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

www.islamweb.net