الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد روى ابن بشكوال الأندلسي هذه القصة في كتاب المستغيثين بالله -تعالى- عند المهمات والحاجات (ص: 25) بسنده عن عطاف بن خالد المخزومي، وهو من كبار أتباع التابعين، قال: غدا سليمان بن داود إلى مسجد بيت المقدس ليفتحه، فأعياه القفل أن ينفتح، فدعا له الإنس والجن فأعياهم، فمر به شيخ كبير من جلساء داود، فقال له: يا نبي الله ما لي أراك مهموما؟ قال: أعيا علي أن ينفتح، وعلى الإنس والجن. فقال له الشيخ: ألا أدلك على كلمات، كان داود النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذا أهمه أمر دعا بهن، ففرج الله همه؟ قال: نعم. قال: تقول: «اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت، وأمسيت، هذه ذنوبي بين يديك، أستغفرك، وأتوب إليك». فقالها سليمان على القفل، فانفتح.
ثم قال ابن بشكوال: وذكر هذه القصة: أبو عبد الله الفضل بن عبيد الله بن الفضل الهاشمي في كتاب: فضائل بيت المقدس من تأليفه، فقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد الهمداني، قال: ثنا النضر بن سلمة، قال: ثنا ابن أبي أويس، عن محمد بن نصير مولى معاوية بن أبي سفيان، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن سليمان لما أعياه فتح بيت المقدس، دعا الإنس والجن فأعياهم، حتى جاءه شيخ من جلساء داود -عليه السلام-، فقال: ألا أعلمك دعوات، كان أبوك داود، إذا اهتم، أو كربه أمر، فدعا بها فرج الله عنه؟ قال سليمان: بلى. فقال الرجل: كان يقول: «اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت، وأمسيت» قال: فقالها سليمان، ففتحت. اهـ.
وقد ذكر محقق فضائل بيت المقدس أنه من الإسرائيليات، وذكر أن في سنده عطاف بن خالد، ونقل عن الهيثمي، وابن حجر أنه متكلم فيه.
والله أعلم.