الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على ما أنعم الله عز وجل عليك من نعمة التوبة، والهداية إلى الصراط المستقيم، ونسأله أن يتقبل منك التوبة، والأوبة، وأن يحفظك، ويحفظ لك دينك، ونوصيك بسلوك كل سبيل يعينك على الثبات على الحق حتى الممات، ونرجو الاطلاع على هاتين الفتويين ففيهما ما يفيدك من التوجيهات: 1080001208.
ونهنئ هذه المرأة أيضا على نعمة الهداية، والدخول في الإسلام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتها عليه حتى تلقاه.
والنكاح الشرعي له شروط يجب أن تتوفر فيه، ومن ذلك أن يكون بإذن ولي المرأة، وحضور شاهدين، وعلى أن يكونا رجلين، فلا تصح شهادة المرأة في النكاح، وانظر الفتويين: 7704، 591.
هذا بالإضافة إلى أنه يشترط لصحة نكاح الكتابية أن تكون عفيفة -أي غير زانية على الراجح- كما هو مبين في الفتوى: 323.
ولاستمرار الزوجية يجب تجديد عقد هذا النكاح مستوفيا الشروط، وإن لم يكن لهذه المرأة ولي مسلم، فيتولى تزويجها المركز الإسلامي في البلاد غير الإسلامية؛ لأن المركز الإسلامي يقوم مقام القضاء الشرعي عند عدمه، وإن لم يوجد هذا المركز، فإنها توكل رجلا عدلا ليكون وليا لها في النكاح.
قال ابن قدامة في المغني: فإن لم يوجد للمرأة ولي، ولا ذو سلطان، فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها. انتهى.
والله أعلم.