الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في ترك مصادقة من تشاء، ولا فرق في هذا بين يتيم، وغيره، ومن بلغ خمسة عشر عاما، فهو بالغ، واليتم ينقطع بالبلوغ، وانظر الفتوى: 299857.
لكن من الأدب، والمروءة ألا تزهد فيمن يقبل عليك ما دمت لا تتضرر بصحبته، قال ابن حزم: في «الأخلاق والسير في مداواة النفوس» (ص40):
لَا ترغب فِيمَن يزهد فِيك، فَتحصل على الخيبة، والخزي، لا تزهد فِيمَن يرغب فِيك، فَإِنَّهُ بَاب من أَبْوَاب الظُّلم، وَترك مقارضة الْإِحْسَان، وَهَذَا قَبِيح. انتهى.
وإذا أبيت إلا ترك مصادقته: فلست مضطرا إلى أن تصرح له بذلك، بل يمكنك أن توصل له مثل هذه الرغبة بطرق غير مباشرة -كالاعتذار عن الزيارات، والتقليل من الاتصالات، ونحو ذلك- مما يفهم منها الطرف الآخر عدم رغبتك في مصادقته.
والله أعلم.