الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننوه إلى أن التعبير عن الوقوع في العلاقات المحرمة بالخيانة بين الزوجين، قد يفهم منه أن هذه المحرمات إنما تستبشع من حيث كونها خيانة للزوج، أو الزوجة، لا من حيث كونها معصية لله، واجتراء على حدوده، وهذا فهم مخالف للشرع، كما أنّ خطأ الزوج، أو إساءته مهما بلغت؛ لا تسوّغ للزوجة العلاقات المحرمة، فإما أن تصبر الزوجة، وتعاشر زوجها بالمعروف، وتحفظه في نفسها، وإمّا أن تفارقه بطلاق، أو خلع إن كانت لا تقدر على الصبر عليه.
وإذا وقعت الزوجة في شيء من هذه العلاقات المحرمة، ثمّ تابت توبة صادقة، ولم تظهر منها ريبة؛ فلا حرج على الزوج في إمساكها، وإحسان الظن بها؛ فالتوبة تمحو ما قبلها.
وعلى الزوج أن يحافظ على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتنة، ويحول بينها وبين أسباب الفساد، فيمنعها من كل سبيل إلى الاختلاط المريب بالرجال، ويتعاون معها على تحصيل تقوى الله، والتقرب إليه، وراجع الفتوى: 427672.
والله أعلم.