الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن لم يعلم بحال هذه الفتاة إلا أنت، أو لم يمكن لهذه الفتاة التعرف على دين الله تعالى من طريق آخر سواك، وكنت قادرة على أداء هذه المهمة؛ فأنت آثمة على ترك دعوتها للإسلام، والواجب عليك هو التوبة من ذلك.
وأما إن كان هناك من يعلم حال هذه الفتاة غيرك، أو كان يمكنها التعرف على دين الله تعالى بوسيلة أخرى؛ فحينئذٍ لا تأثمين، وإن كان فاتك فضل عظيم، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. متفق عليه.
وذلك لأنَّ الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ أمر واجب على عموم الأمة وجوبًا كفائيًا، وقد يجب وجوبًا عينيًا على المسلم بحسب علمه وقدرته، وذلك في حال لم يوجد من يقوم بذلك غيره.
قال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم): الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ إِذَا قَامَ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ سَقَطَ الْحَرَجُ عَنِ الْبَاقِينَ، وَإِذَا تَرَكَهُ الْجَمِيعُ أَثِمَ كُلُّ مَنْ تَمَكَّنَ مِنْهُ بِلَا عُذْرٍ وَلَا خَوْفٍ، ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ يَتَعَيَّنُ كَمَا إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ لَا يَعْلَمُ بِهِ الا هو، أولا يَتَمَكَّنُ مِنْ إِزَالَتِهِ إِلَّا هُوَ. انتهى.
وراجعي الفتوى: 78928 وقد ذكرنا فيها ما ينبغي أن يراعيه من يتصدر لدعوة غير المسلمين للإسلام.
والله أعلم.