الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك من محادثك زميلاتك في العمل، والواجب عليك الحذر من العودة لذلك في المستقبل؛ لأن محادثة المرأة الأجنبية لغير حاجة، وبلا مراعاة للضوابط الشرعية، باب للفتنة، ولذلك حذر منه العلماء كما هو مبين في الفتوى: 21582.
وإن كانت زوجتك قد تجسسست على هاتفك فقد أساءت بذلك؛ فالتجسس محرم، ولا يجوز المصير إليه إلا لغرض صحيح.، وانظر الفتوى: 30115.
ولا يحق لأهلها رفض إصلاح الحال بينك وبين زوجتك، ولا أن يشترطوا عليك مثل هذه الشروط، ولا يلزمك شيء منها. وإن أصروا على رفض رجوعها إليك فانتدب إليهم من لهم وجاهة عندهم من أقربائهم أو أصدقائهم، فإن تيسر إقناعهم فالحمد لله، وإلا فيمكنك أن ترفع الأمر إلى الجهة المختصة بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية.
وننبه إلى الحرص على حسن العشرة بين الأصهار؛ فقد امتن الله عز وجل على الناس بالمصاهرة حيث قال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان: 54}، وجاءت السنة بالوصية بالاهتمام بها، ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما. وهو يشير بهذا إلى كون ماريا القبطية منهم، والتي هي أم ولده إبراهيم الذي توفي صغيرا.
والله أعلم.