الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
نسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يقر عينك بها في الدنيا والآخرة.
ثم اعلمي أنه لا توجد رقية معينة لعلاج العقم، إلا أن السبيل لتحقيق هذا الأرب هو تقوى الله تعالى والمداومة على سؤاله، فإنه سبحانه رب كريم يتفضل على عباده بقبول دعواتهم، فهذا نبي الله زكريا يسأله الولد وقد تجاوزت زوجته سن الإنجاب، فيستجيب دعاءه: [رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى] (آل عمران: 38- 39).
وهذا إبراهيم الخليل يشكو حاله إلى ربه فيقول: [رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ] (الصافات:100).
وعليك بالاستغفار، لإخبار الحق عز وجل أنه سبب كبير لتحصيل المال والولد فقال سبحانه حكاية عن نوح عليه السلام: [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ] (نوح: 10-12).
ومن أعظم الأسباب للشفاء من جميع الأسقام بما فيها العقم قراءة القرآن والرقية به، لأنه شفاء، كما قال ربنا: [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ] (الاسراء: من الآية82).
وانظري الفتوى رقم: 19900، ولا بأس بقراءة القرآن في الماء ثم الاستحمام به طلبا للشفاء.
وأخيرا نوصي الأخت السائلة بأن تتيقن بأن الرزق بيد الله عز وجل وحده، القائل: [لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ](الزخرف: 49-50).
فعليها أن تجتهد في الدعاء والمسألة بعد الأخذ بالأسباب التي أباحها الشرع كالتداوي والاستغفار كما ذكرنا، وأما ما ذكرته من الغسل فلا نعلم له أصلا شرعيا، وقد ذكر العلماء صفة الغسل لمن أصيب بالعين، وقد ذكرناها في الفتوى رقم: 12505، فلتراجع.
والله أعلم.