الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على فض النزاع، وإنهاء المشاكل بين والدك وعمتك. ولا حرج عليك في طلبك من عمتك إخفاء الأمر عن بقية بنات عمومتها.
وأما بخصوص ما تحملته في ذمتك من بقية الثمن الذي تريده عمتك، فهو داخل في مسائل الالتزام، وحكمه هنا هو حكم هبة الثواب، وهي كالبيع. فيكون هذا المبلغ من جملة الثمن الذي تستحقه العمة على السائل في ذمته، حتى إنه لو مات قبل وفائه به، أخذ من تركته قبل قسمها.
ومسائل الالتزام أنواع كثيرة، جمعها وفصل فيها الحطاب الرعيني في كتابه الكبير «تحرير الكلام في مسائل الالتزام».
وذكر في النوع السابع منها: الالتزام المعلق على الفعل الذي فيه منفعة لغير الملتزم، والملتزم له ...
الى أن قال: في الذي يقول لرجل: اعمل لفلان عملًا، أو بِعْهُ سلعتك، والثمن لك عليَّ، فالثمن في ذمة الضامن إن مات. اهـ.
وذكر بعد ذلك جملة من التنبيهات، منها التنبيه: الخامس: إذا قال له: إن بعتني سلعتك بكذا، فلك عندي كذا وكذا، أو فقد التزمت لك بكذا وكذا. فالشيء الملتزم به داخل في جملة الثمن، فيشترط فيه ما يشترط في الثمن. اهــ.
والله أعلم.