الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المسجد المذكور لا يفتح إلا بحضورك، وعلمت أنك ستصلي فيه جماعة، وليس وحدك؛ فصلاتك فيه أفضل من صلاتك في المسجد الآخر؛ لأنك تنال ثواب عمارة المسجد، وتحصيل الجماعة فيه.
قال ابن قدامة في المغني: وَإِنْ كَانَ فِي جِوَارِهِ أَوْ غَيْرِ جِوَارِهِ مَسْجِدٌ لَا تَنْعَقِدُ الْجَمَاعَةُ فِيهِ إلَّا بِحُضُورِهِ، فَفِعْلُهَا فِيهِ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ يَعْمُرُهُ بِإِقَامَةِ الْجَمَاعَةِ فِيهِ، وَيُحَصِّلُهَا لِمَنْ يُصَلِّي فِيهِ.. اهــ.
وقال البهوتي -الحنبلي- في شرح المنتهى: (وَالْأَفْضَلُ لِغَيْرِهِمْ) أَيْ: غَيْرِ أَهْلِ الثَّغْرِ (الْمَسْجِدُ الَّذِي لَا تُقَامُ فِيهِ) الْجَمَاعَةُ (إلَّا بِحُضُورِهِ) لِأَنَّهُ يَعْمُرُهُ بِإِقَامَةِ الْجَمَاعَةِ فِيهِ، وَيُحَصِّلُهَا لِمَنْ يُصَلِّي فِيهِ. اهــ.
وإن كنت ستصلي وحدك في ذلك المسجد لو فتحته، فصلاتك في المسجد الآخر الذي تقام فيه الجماعة أفضل من صلاتك في هذا المسجد منفردا.
وانظر لهذا: الفتوى: 319540، والفتوى: 378031.
والله أعلم.