الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فطالما أنك أنكرت على المغتابين، واحتجت للبقاء، مع تحاشيك الاستماع، فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في سماع ما قد يصل إلى أذنك من كلامهم؛ ففرق بين الاستماع بقصد والسماع بغير قصد، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فالرجل لو يسمع الكفر، والكذب، والغيبة، والغناء، والشبابة من غير قصد منه؛ بل كان مجتازًا بطريق، فسمع ذلك، لم يأثم بذلك باتفاق المسلمين.
ولو جلس، واستمع إلى ذلك، ولم ينكره -لا بقلبه، ولا بلسانه، ولا يده-، كان آثمًا باتفاق المسلمين، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون}. انتهى.
والله أعلم.