الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن ما عند الله تعالى من الرزق لا يستجلب بمعصيته، وأنت عصيت الله تعالى عند ما اقترضت من البنوك إن كان القرض تم عن طريق البنوك الربوية بفائدة، ومعلوم أن الاقتراض بفائدة ربا محرم، لا يحل لمسلم تعاطيه، ولعل ما تتابع عليك من المعاصي الأخرى كعصيانك لزوجك عندما يطلبك لحاجته من شؤم تلك المعصية الربوية، والذي ينبغي لك فعله الآن هو التوبة إلى الله عز وجل من هذه المعاصي توبة نصوحا، والالتجاء إلى الله بصدق، ودعاؤه بالدعاء المأثور في مثل هذه الحالة وهو: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. وأكثري من قول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."، وراجعي الجواب: 9347 .
وأما ما ذكرته من حال الاكتئاب التي وصلت إليها، فسببها ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، فإن من قوي إيمانه بهما فلا طريق لليأس والإحباط إلى قلبه، إذ كيف يتسرب الإحباط إلى قلب المؤمن وهو يقرأ قوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (الطلاق: 7). وقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح:5-6).
ورحم الله من قال:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وإذا كان الأمر كذلك، فالمطلوب من العبد صدق التوبة والإنابة وبذل الأسباب المشروعة، وليعلم أنه ما نزلت عقوبة إلى بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
وأما طلبك الطلاق من زوجك بسبب ديونه فلا وجه له، إلا أن يعجز عن النفقة عليك، فلك حينئذ طلب الطلاق للضرر اللاحق بك بسبب إعساره، وراجعي الفتوى رقم: 8299.
والله أعلم.