الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان أبا طالب مات على الكفر، كما هو معلوم. وسوء الخاتمة أو حسنها من قدر الله -تعالى- يكتبه الملك والإنسان جنين في بطن أمه.
وليس لدينا ما نجزم به في سبب موت أبي طالب على الكفر. هل هو الكبر، أم الصحبة السيئة، أو غير ذلك؟
فقد جاء في صحيح البخاري: أنَّ أبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، دَخَلَ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِنْدَهُ أبو جَهْلٍ، فَقَالَ: أيْ عَمِّ، قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لكَ بهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أبو جَهْلٍ وعَبْدُ اللَّهِ بنُ أبِي أُمَيَّةَ: يا أبَا طَالِبٍ، تَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ! فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ، حتَّى قَالَ آخِرَ شَيءٍ كَلَّمَهُمْ بهِ: علَى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ما لَمْ أُنْهَ عنْه. فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}. انتهى.
وما نسبته له، قد ورد معناه في حديث ضعيف. فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن كهيل، قال: سمعت أبي يحدث، عن حبة العرني، قال: رأيت عليا، ضحك على المنبر، لم أره ضحك ضحكا أكثر منه، حتى بدت نواجذه، ثم قال: ذكرت قول أبي طالب، ظهر علينا أبو طالب، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نصلي ببطن نخلة، فقال: ماذا تصنعان يا ابن أخي؟ "فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام"، فقال: ما بالذي تصنعان بأس، أو بالذي تقولان بأس، ولكن والله لا تعلوني استي أبدا، وضحك تعجبا لقول أبيه. اهـ.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف جداً.
والله أعلم.