الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى العلي القدير أن يفرج همك، وينفس كربك، ويصلح ما بينك وبين زوجك، وييسر لك العيش معه في سعادة وهناء.
والشرع الحكيم قد أمر الأزواج بحسن عشرة زوجاتهم، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ويدخل في هذا اللفظ كل معنى جميل، ومعاملة حسنة من الزوج لزوجته.
قال الشيخ السعدي عند تفسيره الآية المذكورة: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة. اهـ.
فإن كان زوجك على الحالة التي ذكرت من الجفاء في المعاملة، فهو مخالف لهذه التوجيهات الربانية. وراجعي الفتوى: 55015 فقد أوضحنا فيها حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه، وملاطفته لهن، ومشاركته لهن في خدمة البيت، وهو القدوة والأسوة صلى الله عليه وسلم.
والأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا إذا كان لها في ذلك مسوغ شرعي، وسبق بيان هذه المسوغات في الفتوى: 37112 فإذا كنت متضررة ضررا بينا من هذه المعاملة التي تجدينها من زوجك، فمن حقك طلب الطلاق، وقد يكون من السهل أن تطلب الزوجة الطلاق ويستجيب لها زوجها فيطلقها، ولكن لا يتحمل الزوجان تبعات تشتت الأسرة وضياع الأولاد.
ولذلك نقول: قد لا تكون المصلحة في الطلاق، بل في خلافه، وصبر كل من الزوجين على الآخر والحوار بينهما، والسعي في الإصلاح بالاستعانة بالله -عز وجل- أولا، ودعائه، ثم الاستعانة بمن يرجى أن يكون له دور في الإصلاح.
وبخصوص تأخير الإنجاب: فإنه جائز ما دام لمصلحة معينة، ولفترة مؤقتة، ولكن يشترط أن يكون باتفاق الزوجين؛ لأن لكل منهما حقا في الإنجاب، وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى: 119633.
ونؤكد في الختام على ما ذكرنا من التفاهم والحوار بينكما، والعمل على تحقيق كل ما يكون سببا للحفاظ على الأسرة قوية متماسكة، ويؤمن معه الفراق وتأثر الأولاد بذلك.
وإذا رأيت أنك في حاجة لمزيد من النصح والتوجيه، فيمكنك الكتابة لقسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:
https://islamweb.net/ar/consult/
والله أعلم.