الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويصلح لك زوجك، ونوصيك بكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه، فالأمر كله بيديه، والخير عنده وإليه، وهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وراجعي الفتوى: 119608، وهي عن آداب الدعاء.
ولعل من المناسب أن نبدأ بالكلام بما ختمت به من أمر الصلاة، والتي هي عماد الدين، والصلة بين العبد وربه، والسبيل للفلاح في الدنيا والآخرة، وفي التفريط فيها خسران الدنيا والآخرة، وانظري الفتوى: 47422.
فالواجب عليك التوبة إلى الله، والمحافظة على الصلاة، وما أحوجك لذلك وأنت تبتغين أن يصلح الله ولدك، ومن أعظم سبل ذلك صلاح الوالد، قال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {النساء:9}.
وقال محمد بن سيرين -وهو من أئمة التابعين- يخاطب ابنه: أي بني، إني أطيل في الصلاة رجاء أن أحفظ فيك، وتلا قوله تعالى: "وكان أبوهما صالحا". اهـ.
ونوصيك بالصبر، فعاقبته خير، وفضائله كثيرة كما سبق وأن بينا في الفتوى: 18103.
وعليك أيضا بالإكثار من ذكر الله تعالى ليكون هذا الذكر عونا لك على تخفيف الهم، والغم، والضغوط النفسية، قال الله سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
وابذلي لزوجك النصح بالحسنى، وذكريه بما جاء في النصوص من الترغيب في العمل، والسعي في كسب العيش، والترهيب من البطالة، والتفريط فيما يجب عليه من النفقة على الأهل، ويمكنك الاستفادة من الفتويين التاليتين: 58722، 20845.
وإن لم ينفعه نصحك، فاستعيني عليه ببعض الفضلاء من الناس، والمقربين إليه، وممن يرجى أن يسمع لقوله.
وننبه إلى أنه لا حرج على المرأة في الامتناع عن إجابة زوجها إلى الفراش إن كانت بزوجها رائحة تتأذى منها حتى يزيلها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 403324.
والله أعلم.