الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أنك ارتكبت خطأ عظيما ومنكرا شنيعا، فإن سب أحد أنبياء الله -تعالى- كفر وردة عن دين الإسلام -عياذا بالله- ولكن من تاب؛ تاب الله عليه. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فما دمت قد تبت إلى الله -تعالى- فإن كانت توبتك توبة صادقة؛ فإنها توبة مقبولة يمحو الله بها عنك أثر هذا الذنب، وتكون كمن لم يذنب.
واعلم أن الحدود والتعزيرات لا يقيمها إلا ولي الأمر، ومن لم يبلغ ما فعله الحاكم، فالمشروع له أن يستتر بستر الله، ويقبل عافية الله ويتوب فيما بينه وبين الله، وتنفعه توبته ظاهرا وباطنا.
فعليك ألا تلتفت إلى هذا الأمر الذي وقع منك، وأن تجتهد في طاعة الله -تعالى- مكثرا من الطاعات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
عارفا لنبي الله عيسى وغيره من أنبياء الله -تعالى- قدرهم ومقامهم الرفيع، واحذر من مجادلة النصارى وغيرهم من غير أهلية لذلك، وتحصيل العلم الكافي لدفع الشبهات وصيانة العقيدة.
والله أعلم.