الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت متضررة بسبب بعدك عن زوجك، فلك الحق في طلب الطلاق؛ فقد ذكر الفقهاء الضرر البيِّن في مسوغات طلب الزوجة الطلاق، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 116133.
ولكن بما أنك قد رزقت من زوجك الأولاد، فقد لا يكون طلب الطلاق هو الأصلح، فوصيتنا لك بالاستمرار في التفاهم مع زوجك، وأن تلتمسي تدخل العقلاء من أهلك وأهله إن اقتضى الأمر ذلك، ليذكروه، ويبذلوا له النصح بالقيام بالواجب عليه تجاهك، وتجاه أولاده.
واستقرار الزوجين في بلد واحد أمر مهم، فإن لم يكن بالإمكان حضور زوجك للإقامة معكم في البلد الذي تقيمين فيه، فقد يكون من الأفضل سفركم للإقامة معه، فذلك أدعى لمعرفة حال زوجك عن قرب، والحوار بينكما، والتعاون على تربية الأولاد، ورعايتهم، والبحث عن سبيل للحل فيما يتعلق بالعمل والكسب الحلال، وكيفية سداد ديونه إن كانت عليه ديون.
هذا بالإضافة إلى أنك بوجوده معه في نفس البلد يمكنك رفع الأمر للقضاء الشرعي عند الحاجة لذلك ليزال عنك الضرر، ويلزم زوجك بالقيام بما يجب.
والله أعلم.