الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك؛ أن تتفاهم مع زوجتك، برفق وحكمة، وتبين لها أنَّ تجسسها عليك غير جائز، وأنّ مجرد زواجك عليها؛ ليس مسوغًا لطلبها الطلاق، وأنّ الطلاق ليس بالأمر الهيِّن، ولا سيما في حال وجود أطفال، وإذا لم تستجب لك؛ فوسط من يكلمها من الأقارب العقلاء، أو غيرهم من الصالحين.
وتنبغي مراعاة ما بها من الغيرة؛ فإنّ النساء جبلن على هذه الغيرة، ولا يقدرن على دفعها؛ فلا بد من التجاوز عن آثارها، وعدم المؤاخذة بما ينتج عنها من هفوات.
قال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري: وقالوا فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها؛ لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة، وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه. انتهى.
فإن رجعت عن سؤالها الطلاق؛ فعاشرها بالمعروف، واصفح عن زلاتها، وارفق بها، واحرص على تطييب خاطرها.
وأمّا إذا أصرت على الطلاق، ولم تنفع معها وسائل الإصلاح؛ فلا حرج عليك في طلاقها، أو مخالعتها.
والله أعلم.