الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا -أخي السائل- أن تتقي الله تعالى، وتحافظ على الصلاة في وقتها، وتتوب من التكاسل عنها، وتحافظ على توبتك، فلا تنكثها، فإن الصلاة عمود الدين، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ويكفي تارك الصلاة شرًّا أن أهل العلم اختلفوا في إسلامه، حيث ذهب بعضهم إلى أن تارك الصلاة كافرٌ، ولو كان تركه لها كسلًا لا جحودًا، فاتق الله تعالى، ولا تورد نفسك المهالك، وتُفْسِدَ آخرتك، لا سيما وأنت في أول العمر، ومرحلةِ الشباب التي هي أهم مراحل العمر، ويسأل عنها العبد يوم القيامة فيما أمضاها.
وأما هل تقضي تلك الصلوات التي تركتها؛ فجمهور أهل العلم على وجوب قضائها، ويرى بعض أهل العلم أنها لا يمكن تداركها ما دمتَ تركتَها متعمدا لا نسيانا، فلا تقضى، وقد ذكرنا أقوالهم في الفتوى: 121796. ورجحنا القول فيها بلزوم القضاء، كما بينا في الفتوى: 319792، والفتوى: 239047. كيفية قضاء الصلوات المتروكة عمدا غير معروفة العدد.
وإذا كنت لا تعلم السن التي بلغت فيها، فالسنوات التي تشك في كونك بالغا فيها، فلا تَعُدَّها في سنوات القضاء؛ لأن الأصل أنك لم تكن مكلفا وقتها، واعتبر نفسك بالغا مكلفا من إتمام خمسة عشر عاما هجريا؛ لأن هذا آخر سن يتأخر إليها التكليف. وانظر الفتوى: 385801. في بيان القدر الواجب قضاؤه لمن شك في وقت بلوغه، كما بينا علامات البلوغ للذكر والأنثى في الفتوى: 10024 ، فانظر تلك الفتوى.
وأما الأعمال الصالحة الأخرى التي فعلتها وقت ترك الصلاة، فيرجى لك ثوابها -إن شاء الله تعالى-، واحرص مستقبلا على المحافظة على الصلاة.
والله أعلم.