الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أخي السائل في إيقاظ والدك للصلاة، وليس هذا من العقوق، بل من البر الذي تؤجر عليه إن شاء الله تعالى. ولكن توخى الحكمة والموعظة الحسنة حين تحاول إيقاظه.
وكون النائم معذورا، لا يعني عدم مشروعية إيقاظه، فقد أيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائشة لصلاة الوتر؛ ففي مسند أحمد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَيْقَظَنِي -تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «قُومِي فَأَوْتِرِي».
وقد نص الفقهاء على استحباب إيقاظ النائم للصلاة، بل بعضهم يرى وجوب إيقاظه.
جاء في شرح الخرشي على مختصر خليل: وَهَلْ يَجِبُ إيقَاظُ النَّائِمِ؟ لَا نَصَّ صَرِيحٌ فِي الْمَذْهَبِ، إلَّا أَنَّ الْقُرْطُبِيَّ قَدْ قَالَ: لَا يَبْعُدُ أَنْ يُقَالَ إنَّهُ وَاجِبٌ فِي الْوَاجِبِ، وَمَنْدُوبٌ فِي الْمَنْدُوبِ؛ لِأَنَّ النَّائِمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُكَلَّفًا، لَكِنَّ مَانِعَهُ سَرِيعُ الزَّوَالِ، فَهُوَ كَالْغَافِلِ، وَتَنْبِيهُ الْغَافِلِ وَاجِبٌ. اهــ.
وقد بينا هذا في الفتوى: 130864.
وينبغي لك أيضا أن تجتهد في نصح أختك التاركة للصلاة؛ فإنها على خطر عظيم، فترك الصلاة كفر يدور بين الأكبر والأصغر. فاجتهد في نصحها، لعلك أن تكون سببا في نجاتها من عذاب الله تعالى.
والله أعلم.