الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهديك، وأن يطهر قلبك، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء.
ولا شك أن سب الله تعالى من أعظم الذنوب وأقبحها، وأبعدها عن الفطرة السليمة، وكذلك ترك الصلاة، فهو من أعظم الذنوب والخطايا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن تارك الصلاة شر من السارق، والزاني باتفاق العلماء؛ إذ تارك الصلاة -سواء كان رجلًا أو امرأة-، يجب قتله عند جمهور العلماء -كمالك، والشافعي، وأحمد-، والسارق لا يجب قتله، ولا يجب قتل الزانية التي لم تحصن باتفاق العلماء. اهـ. من جامع المسائل.
ولكن من فضل الله وكرمه أنه يقبل التوبة عن عبده إذا تاب، فمغفرة الله للتائبين لا يتعاظمها ذنب، ولو كان الشرك بالله. فمن تاب صادقًا؛ فإن ذنبه مغفور، مهما كان ذلك الذنب عظيمًا، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والله تعالى غافر الذنب، قابل التوب، شديد العقاب. والذنب وإن عظم، والكفر وإن غلظ وجسم؛ فإن التوبة تمحو ذلك كله. والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب، بل يغفر الشرك وغيره للتائبين، كما قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، وهذه الآية عامة مطلقة؛ لأنها للتائبين. اهـ. من مجموع الفتاوى.
فتب إلى الله من جميع الذنوب ظاهرًا وباطنًا، وحذارِ ثم حذارِ ثم حذارِ من القنوط من رحمة الله تعالى؛ فإن الشيطان لا يظفر بذنب أحب إليه من أن يقنط العبد من رحمة الله الواسعة.
وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى: 250888، 179625، 134331.
ومن أنفع ما ينفعك للخروج من أزمتك هذه، هو المحافظة على الصلاة في أوقاتها، فهي خير صارف لك عن الموبقات والآثام، قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، وراجع الفتويين: 204115، 4307.
وراجع في وسائل التخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية، الفتاوى المحال عليها ضمن الفتوى: 252928.
والله أعلم.