الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت ابتداء حين تساهلت في أمر الاختيار، فحسن الاختيار في هذا الجانب من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستقرارها، فقد حث الشرع على اختيار المرأة الصالحة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فالمرأة الدينة الصالحة يرجى أن تدوم معها العشرة الزوجية؛ فإنها تعرف حق ربها فتقوم به، وتعرف حق زوجها فتؤديه له، روى مسلم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وهي تحفظ زوجها حال غيبته عنها، كما قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.
نقل ابن كثير في تفسيره عن السدي أنه قال في هذه الآية: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. اهـ.
والطلاق مباح، وخاصة إن دعت إليه حاجة، ويكره لغير حاجة، وقد يحرم. والطلاق إذا كان مباحا شرعت الاستخارة فيه؛ فالاستخارة لا تكون إلا في المباح. وانظر الفتوى: 239488، والفتوى: 38863.
ولا تكون ظالما لزوجتك إن طلقتها، ولا يلزمك أن تعطيها فرصة أخرى لترجع لصوابها، ولكن لا تعجل للطلاق، وخاصة إن صح ما ذكر من كونها مريضة نفسيا، فساعدها في أمر العلاج واصبر عليها ما أمكنك الصبر، واستمر في مناصحتها بالرفق واللين، وذكرها بالله، واجلس معها بصحبة بعض العقلاء من أهلها أو غيرهم.
فإن تابت وصلح حالها وتبين صدقها؛ فالحمد لله، وإن استمرت في هذه المخالفات الشرعية، فالأفضل طلاقها؛ لرقة دينها وسوء خلقها، ولمزيد الفائدة راجع فتوانا: 126358.
ولا يلزم أن يتم الطلاق عن طريق شيخ، ولكن إن كنت تجهل أحكام الطلاق، فالأفضل أن تذهب إلى الشيخ ليبصرك في هذا الجانب.
والله أعلم.