الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا من السؤال ما إن كان ما بينكما مجرد خطبة أم عقد زواج؛ لأن الطلاق محله الزوجة، فلا يلحق المخطوبة. والخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين، يجوز لأي منهما فسخها، كما بيناه في الفتوى: 18857.
وأما الطلاق فلا يجوز للمرأة أن تطلبه من زوجها، إلا إذا وجد مسوغ شرعي، وانظر الفتوى: 37112.
وعلى كل تقدير: فإن كان هنالك من يقصد الإضرار بكما، ويريد أن يحول دون إتمام هذا الزواج، أو أن ينكد حياتكما الزوجية، وأنه ربما يكون سعى في هذا السبيل بعمل السحر، فهذا الخوف من هذه الفتاة لا يتنافى مع الإيمان بالقدر، قال تعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ {الشعراء:14}.
ولا بأس بمحاولة إقناعها بالاستخارة في الأمر، وتفويضه لله عز وجل، وأنه إذا تم كان فيه خير لها، ولتستعن بالله -عز وجل- وتحصن نفسها؛ ليكفيها شر الأعداء، ولتستشعر قول الله سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}، وقوله: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {التوبة:51}.
ويمكنك أن تسلط عليها بعض ذوي الرأي والحكمة، ومن ترجو أن تقبل قولهم ليكلموها في الأمر ويحاولوا إقناعها.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 57129، والفتوى: 80694، ففيهما بعض الأدعية والأذكار التي يحصن المسلم بها نفسه.
وفي نهاية المطاف إن تيسر إقناعها وتم الزواج، فالحمد لله، وإلا فاستعن بالله، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وأنت لا تدري أين الخير، ففوض الأمر لله، فهو القائل عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ولمعرفة كيفية علاج العشق انظر الفتوى: 9360.
وإذا رأيت أنك في حاجة إلى مزيد من الاستشارة والتوجيه في هذا الموضوع؛ فراسلنا على هذا الرابط:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
والله أعلم.